نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا أستاذة جامعية ميسورة الحال..ولا ينقصني إلا بيت أديره وأطفال أرعاهم وزوج أسكن إليه...أمور باتت من الأحلام بالنسبة لي فقد أوشكت على الأربعين ولا طارق يطرق بابنا...وأبي لا يهمه إلا راتبي وإخوتي مشغولون بأبنائهم...فهل تنصحني بالتسجيل في مواقع الزواج..؟
الــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا أحد يشك في حاجة المرأة لما ذكرت من أمور،وواجب الأب مساعدة جميع أبنائه حتى يحققوا تلك الغاية، ومن المؤسف حقا أن نرى بناتنا يتجرعن كؤوس العنوسة في زمن تكالبت فيه الفتن وإنتشرت خلال الديار، بفعل وسائل التواصل الحديثة التي لم يعد الحديث عنها مجديا بعد أن علم القاصي والداني خطورتها وما قد توقع فيه من الفتن التي لا يعلم قدرها إلا الله عز وجل، والمرأة أشد ما تكون حاجة لرجل يقوم على رعايتها وتأنس إليه ويأنس إليها، أما الأطفال فهم رياحين الحياة بهم تسعد البيوت وتطيب نفوس ساكنيها، وتأخر الزواج في أغلبه ناتج عن انعدام الوعي بالعواقب فتعذر الفتاة بداية بالدراسة ثم ما تلبث حتى يضرب الناس عن ذكرها صفحا، فتصبح كسيرة مهيضة الجناح في بيت لا يوفر لها ما تحلم به من السعادة والراحة والطمأنينة.
مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة ونشكرك على التواصل مع الموقع ونذكر لك بعض التنبيهات لعل الله ينفع بها:
1= عليك باللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء بأن ييسر أمرك ويقضي حاجتك.
2= بخصوص مواقع الزواج لا ننصح بالدخل إليها أو التسجيل فيها بسبب ما يحصل من مخالفات شرعية، وما يكتنفها من مخاطر تجعل البعد منها أفضل وأكثر حيطة للدين والعرض...وهناك بعض المؤسسات الرسمية والتي تعمل في مجال مساعدة الشباب على الزواج مثل مؤسسة الشيخ ابن باز رحمه الله.
3= التواصل الجيد مع أخواتك الصالحات سواء كن في العمل أم خارجه له أفضل النتائج،ولا ما من أن تسري إلى من تثقين فيه منهن برغبتك في الزواج.
4= وضع الشروط والمواصفات ليس بالأمر الجيد، وإنما يحسن الإكتفاء بما طلبه الشرع في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه...» فمتى كان الرجل صالحا في دينه وأخلاقه فهذا ينبغي الحرص عليه.
5= لا مانع من مصارحة الوالد بحاجتك لعل ذلك يدفعه للتفكير في سبل الحصول على الزوج المناسب، وليس ذلك مما يعاب شرعا فقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يبحثون لبناتهم عن الزوج المنا سب ولا يدعون الأمر لمطلق المصادفة.
6= عليك بالإشتغال بالنافع من العادات والعبادات ولا تدعي التفكير في هذا الأمر يحاصرك، فإن ذلك أمر قاتل وكوني متفائلة وعلى يقين بأن الخير والفرج قريب بإذن الله.
والله نسأل لنا ولك ولجميع المسلمين التوفيق في الدنيا والآخرة.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.